مراجعة كتاب شعب الله المحتار

 

تحميل كتاب شعب الله المحتار

مراجعة كتاب شعب الله المحتار

لمحة عن الكتاب

 كتاب. شعب الله المختار. للكاتب. فهد عامر الأحمدي. الإنسان مخلوق ذكي. أما البشر فمجموعة أغبياء. الإنسان شخصية مستقلة وواعية، أما البشر فهم وأتباع ومجاميع تتصرف بروح القطيع. الإنسان يمكنه أن يتغير خلال يوم وليلة، بل وخلال ساعة من التفكير المنطقي السليم، في حين يظل البشر أوفياء لأفكار خرافية ورثوها منذ قرون. هذا هو الفرق بينك وبين مجتمعك. هذا سبب عجزه عن إقناع الناس حولك. هذا سبب اختلاف معهم في طريقة التفكير والحكم والتحليل. وسبب كل هذه المفارقات أننا نفكر دائما بطريقتين و نتنقل بين خانتين ونجمع داخلنا بين الجزء والكل. أحيانا نفكر بطريقة جزئية فردية خالية من المؤثرات الخارجية، وأحيانا بطريقة كلية نمطية تساير المجتمع وتقيد بموروث الفكري العام. الطريقة الأولى التفكير بتفرد واستقلالية. كانت هدف الرئيس في كتاب نظرية الفستق، أما الطريقة الثانية التفكير كعضو في المجتمع، فهدف الرئيس في هذا الكتاب. حين تكون في الخانة الفردية يسهل إقناعك بالدليل والحجة والمنطق السليم. ولكن حين تكون في الخانة الاجتماعية قد يفشل العالم كله في تغيير فكرة نمطية سبقت لعقلك وتبناها الجميع قبلك. لهذا السبب لن أجرب الفشل معك، ولن أحاول في هذا الكتاب تقديم الحلول بقدر إلقاء الضوء على المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا. لا أعتقد أن تغير المجتمعات مستحيل ولكنه بطيء ومتدرج ويتطلب قبل طرح أي حلول معلبة كشف مكامن القصور والاعتراف بوجود المشاكل ذاتها. حين تفهم الفرق بين الإنسان كفرد والمجتمع كمجموعة متكاملة تدافع عن قناعاتها الخاصة. تعرف لماذا يسبق بعض الأفراد زمانهم ويعيشون وأحيانا يموتون منعزلين عن مجتمعاتهم؟ تفهموا طبيعة العلاقة المتوترة بين الفرد والمجتمع، وتدرك أنه كلما اتسعت الفجوة بينهما وارتفعت نسبة الشخصيات الانفصامية في المجتمع واستحق المجتمع نفسه لقب شعب الله المحتار. وكتاب هذا ليس موجها للفرد بل المجتمع ولا الشأن المحلي وليس الشخصي يتأرجح بين تشخيص الظاهرة ومحاولة البحث عن أسبابها.يبحث عن مفارقات الشعب السعودي وادعاءات خصوصيته عن بقية البشر. ولأن مواضيع الكتاب صدرت على مدى ثمانية وعشرين عاما ستلاحظ أنها تتأرجح بين الجديد والقديم الحاضر والغائب الثابت والمتغير. وهذه بحد ذاتها ميزة تمنحك فرصة المقارنة الزمنية بين متغيرات اجتماعية وتحولات فكرية وقعت خلال هذه الفترة الطويلة. كان آخرها تبدل موقفنا من صالات السينما وقيادة المرأة للسيارة وإصدار قانون التحرش الجنسي. وللأمانة أشير إلى أن السعودية وخلال السنوات التي قضاها الكتاب حبيسا في وزارة الإعلام أصبحت أكثر انفتاحا وتغيرا نحو الأفضل أصبحت تقفز نحو المستقبل بسرعة كبيرة رغم كل التقاليد والتيارات المحافظة التي تحاول شدا للخلف. يحدث ذلك بفضل حكومة شابة وعقولا متفتحة وتيار عقلاني جديد يسابق الزمن ويحاول تعويض ما فاتنا خلال عهد الصحوة. أنا شخصيا. أتوقع انتهاء معظم المظاهر السلبية الواردة في هذا الكتاب خلال العشرين عاما التالية. وحتى حين يحدث ذلك سيظل هذا الكتاب شاهدا على العصر ووثيقة تتيح لـ أحفادنا المقارنة بين جيلين و مرحلتين مختلفتين. بقي أن أشير إلى أن روح النقد والسخرية في الكتاب تأتي من باب الشفافية وإثارة الشعور بالمسؤولية سأكون خلاله كصديق كالذي قد تكرهه في البداية بسبب صراحته الموجعة، ولكنك ستبدأ بتقديره حين تكتشف بالتدريج أنه يحاول تنبيهه وليس إثارة حفيظته لك. لست تغريبي ولا مدسوس ولا من عرب الشمال أو الجنوب. بل رجلا من أفراد القبيلة يعتقد أن أول خطوة في العلاج هي المكاشفة والمصارحة والاعتراف بالظاهرة. سنستمر فيه من أنفسنا. وانسحب البساط من تحت الشامتين فينا ونحاول قدر الإمكان تجاوز ردود الفعل والزوايا الحادة فيه. أرجو أن تقرأ هذا الكتاب بذهن منفتح وتكون أنت كفرد التغيير الذي تتمنى رؤيته في المجتمع.



إرسال تعليق

0 تعليقات