كتب أحمد خيري العمري
مراجعة كتاب ليطمئن عقلي ل أحمد خيري العمري
مراجعة كتاب ليطمئن عقلي ل أحمد خيري العمري
لمحة عن الكتاب
السلام عليكم. لعل من كبريات مغامرات لهذا العام أن أقوم بتصوير مراجعات للكتب والروايات التي أقرأها لكم على هذه القناة. لكن المجازفة الكبرى أزعم والمغامرة العظمى أن يكون بين يدي أول تصوير على هذه القناة لمراجعة كتاب هو هذا الكتاب الضخم. إنه أحمد خيري العمري وإنه ليطمئن عقلي ألا تعلو علي وأنتوني القارئين. فأهلا وسهلا بكم. أحمد خيري العمري كاتب عراقي مسلم تقو مؤلفاته عن ثلاثة عشر كتابا عرف بمنحه التجديدي والفكري في كتاباته وإليكم دروب حياتها هذا الكتاب. يقع الكتاب في ستمائة وخمسين صفحة. ابتدأ الكاتب كتابه هذا ببراعة منقطعة النظير حيث قعد أنماط التفكير عند الملاحدة، ما يجعل هنالك أرضية مشتركة بين من يريد محاورة الملاحدة، ولربما يصدق على هذه البداية ما قاله البلاغين براعة افتتاح يتمتع الكاتب بلغة بسيطة لطالما كرر مفردة ببساطة عند الجواب على شبهة أثارها الملاحدة. لغة جذابة سلسة بسيطة مقنعة مفعمة. استحق على هذه الأنامل الذهبية جائزة من دار الفكر لعام ألفين وعشرة. ويناقش هذا الكتاب أفكارا عديدة منها أسباب الإلحاد وملف وجود الله عز وجل وملف وجود الإنسان ونظرية دار وملف نشأة الكون ونظرية الأكوان المتعددة. ثم ناقش بعد ذلك كيف أن الله عز وجل يقبل بالشر في هذا الكون وهو الرحمن الرحيم وفكرة الأديان. ثم ناقش بعد ذلك فكرة دين الإسلام أنه دين عنف ودين قتل ودين وسفك للدماء. ثم ناقش بعد ذلك ملف الحريات. وإنني لا أزعم أن أشد ما برع به الكاتب في كتابه هذا هو هذا الملف حيث استطاع بحرفية عالية وبتقنية ماهرة أن يرد بسلاسة وإجادة وإفادة في قضية سن الزواج من السيدة عائشة رضي الله عنها. كل هذه الملفات تنبئ القارئ على أنه لا يرمي إلا مثمر الشجر. نعم فلقد كان أحمد خيري العمري واسع الثقافة كثيف المعرفة كثير الاطلاع لكنه أبى إلا أن يصدق عليه قول الله عز وجل ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. فلقد كان الكاتب كثيرا ما يرفض الأحاديث الصحاح الواردة في الأسانيد النظيفة المتصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدعوى أنها من الإسرائيليات كحديث خلق آدم عليه السلام. وكان قصة انشقاق القمر في الحديث وقصة موسى عليه السلام مع ملك الموت، كل هذا ينكره أحمد خير العمري والذي لا ينقضي منه عجبي أنه لطالما نذهب التخصصية. والعجيب أنه لم يفعل هنا ذلك، وكثيرا ما كان يتناول الآيات بنحو أشعري العقيدة. ثم إن الكاتب كان كثيرا ما يفهم على نحو خاطئ لأحاديث نبوية وآيات قرآنية ونصوص فقهية، والآن أبين الذي أجمل طه لكم. أما الفهم الخاطئ لآية قرآنية وهي كثيرة فنحو قول الله عز وجل على لسان إبراهيم عليه السلام رب أرني كيف تحيي الموتى. فقال أحمد خير العمر أن إبراهيم عليه السلام احتاج إلى أن يطمئن ما يدل على أن الاطمئنان يعقبه الشك، وهذا لا يقول به أحد من العالمين. إبراهيم عليه السلام لم يشك البتة إنما سأل عن الكيفية والسؤال عن الكيفية معلوم عند طلبة اللغة العربية أنه لا يدل على الإنكار، فأنت تقول لي كيف جئت إلى هنا أقول لك بالسيارة أو بالقطار أو غيرها من سبل المواصلات، فالسؤال كيف جئت إلى هنا لا يدل على إنكار للمجيء هنا. فعندما سأل إبراهيم عليه السلام ربه كيف تحيي الموتى؟ أراد أن يعرف الهيئة والحال التي يحيي له عز وجل بها الموتى. أما فهمه الخاطئ لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تفهمه لقول النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. وقول النبي صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعني، فجعل الأول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده مخصصا بالعرف. أي أن أعراف زمن الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة كانوا كالبنيان المرصوص وكانوا كالجسد الواحد، فلا بد لكل واحد منهم أن ينكر المنكر وأن يأمر بالمعروف. فجعل الحديث مخصصا للحديث الثاني، فمن حسن إسلام المرء تركهما لا يعنيه فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا لمن كان قريبا منه أو عزيزا على قلبه وهذا لا يستقيم. بدليل قول الله عز وجل كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. إلى آخر الآية. فالله عز وجل وصف هذه الأمة جمعاء لم يصف زمن النبي صلى الله عليه وسلم إنما وصف هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لكن هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا بد أن يكون بحكمة بالغة وبتقنية عالية، فتقول الحكمة يعني اجعلوا الحكمة في الموطن الصحيح وفي المكان والزمان المناسب. أما فهمه الخاطئ لأقوال الفقهاء فلقد قال في صفحة أربعمائة أو سبعين أن كثيرا من الفقهاء يجيزون إخفاء الزواج الثاني عن الزوجة الأولى وهذا لم يقل به الفقهاء. ثم إن الكاتب في الحاشية وهذا هذا العجيب أنه استدل بقول الفقهاء في موقع إسلام ويب أنهم يقولون أن الفقهاء لا يجيزون اشتراط موافقة الزوجة والموافقة لا يدل على الإخفاء. ختاما عتبي على الكاتب أنه قد حمل وزرا زيادة على المسلمين وعلى علماء المسلمين وفقهاء فيها، فكثيرا ما كان يقول ولقد فشل الإسلاميون ولقد فشل المسلمون، ولقد هذا الذي قد قاله الكاتب أنا لا أتفق معه بالكلية إنما أتفق معه في جزئية منها أن هنالك بعض الأخطاء التي وقعت لا شك وأن هنالك فتاوى خاطئة. أتفق معك لكن لا يحمل وزر الإلحاد بالكلية على الفقهاء. وبالنهاية أقول لكم أنني قد قيمت هذا الكتاب. ثلاثة ونصف من خمسة، راجيا من الله أن يعطوني آرائكم عن هذه عن هذا الكتاب، وكم قيمته بهذا الكتاب وهل أنتم متحمسون لقراءة هذا الكتاب؟ السلام عليكم؟
إرسال تعليق
0 تعليقات